وفد أكاديمي من جامعة مالاي الماليزية يزور جامعة جدارا "التربية" تشكل لجنة تحقيق في حادث مدرسة ماعين "الأرصاد" تحذر من خطر تشكيل السيول وهطول البرد وزير الشباب يوجه بتغيير أرضية ملعب مدينة الحسن الرياضية في إربد الملك يكرم لاعبين أردنيين حصلوا على ميداليات بمنافسات أولمبية وبارالمبية "الداخلية": لا تغيير على أسس وإجراءات تملُّك غير الأردنيين للعقارات في المملكة كتلة "العمل الإسلامي" النيابية ترشح العرموطي لموقع رئيس مجلس النواب اختتام فعاليات مسابقة "هاكثون WEFE Nexus" في جامعة اليرموك- أسماء "آداب اليرموك" تنظم ندوة أدبية بعنوان "الأدب التركي اليوم" وزير العمل يلتقي برئيس وأعضاء جمعية المستشفيات الخاصة العين هايل عبيدات يولم لأعيان محافظة اربد ونوابها .. و النواب يناقشون سبل رفع سوية الخدمات في المحافظة وزير المياه يبحث ومنسقة برنامج الأمم المتحدة الإنمائي التحديات المائية وفاة طالبين إثر حادث مروري في منطقة ماعين 6% ارتفاع عدد الشركات المسجلة في 10 أشهر 200 ألف دينار لتطوير مرافق مدينة الحسن للشباب في إربد

القسم : اقلام واراء
تاريخ النشر : 09/10/2024 3:24:52 PM
الاردن استجابة استراتيجية ذكية لمواجهة الأزمات والمخاطر
الاردن استجابة استراتيجية ذكية لمواجهة الأزمات والمخاطر



د.رائد قاقيش -

في ظل تصاعد التوترات الإقليمية في الشرق الأوسط، يواجه الأردن مجموعة من التحديات الاستراتيجية التي تتطلب استجابة فعّالة ومتقدمة لإدارة الأزمات وضمان استقراره الداخلي وحماية مصالحه الوطنية. مع تصاعد الصراعات في غزة ولبنان والنزاع المستمر بين إيران وإسرائيل، يصبح من الضروري أن يعتمد الأردن على استراتيجيات ذكية ومستدامة لضمان استقراره في منطقة مضطربة.

تعزيز منظومة الأمن الوطني يجب أن يكون الأولوية الرئيسية، ويتطلب ذلك تطوير قدرات الرصد المبكر والاستجابة السريعة لأي تهديدات عابرة للحدود. التكنولوجيا المتقدمة، مثل الذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات الكبيرة، يمكن أن تلعب دورًا حاسمًا في تحديد التهديدات قبل وقوعها. تجارب دول مثل الإمارات وسنغافورة تُظهر فعالية هذه التقنيات في الحفاظ على الأمن الداخلي. كما يجب على الأردن تعزيز التعاون مع الحلفاء الإقليميين والدوليين لتبادل المعلومات والخبرات في مجال إدارة الأزمات.

التعامل مع تدفق اللاجئين يمثل تحديًا إنسانيًا كبيرًا. في حال اندلاع نزاعات جديدة في المنطقة، سيكون الأردن عرضة لتدفق أعداد كبيرة من اللاجئين، كما حدث في أزمات سابقة. لذا، يتعين وضع خطط طوارئ تشمل تجهيز مراكز إيواء وتوسيع القدرات اللوجستية والصحية، بالتعاون مع المنظمات الدولية. هذا التعاون سيساعد على تخفيف العبء عن كاهل الحكومة، ويضمن تقديم الدعم اللازم للمحتاجين. مثال على ذلك هو الطريقة التي أدارت بها ألمانيا تدفق اللاجئين خلال أزمة اللاجئين السوريين، حيث اعتمدت على دعم المجتمع الدولي وتطوير بنية تحتية قادرة على استيعاب الأعداد الكبيرة.

من جهة أخرى، يجب أن تلعب الحكومة دورًا في زيادة وعي المواطنين حول كيفية التصرف في الأزمات. من خلال إطلاق حملات توعية شاملة تشمل تدريبات على السلامة الشخصية والتصرف في حالات الطوارئ، يمكن للحكومة ضمان استجابة فعالة من قبل المجتمع في حالات الخطر. تجربة اليابان في التعامل مع الكوارث الطبيعية تُظهر أهمية هذا النوع من التحضيرات المجتمعية. في الأردن، يجب أن تشمل حملات التوعية استخدام وسائل الإعلام التقليدية ووسائل التواصل الاجتماعي لتعليم المواطنين كيفية التصرف في حالات الطوارئ، سواء كانت هجمات جوية أو كوارث طبيعية.


اقتصاديًا، يُعتبر تقليل الاعتماد على المساعدات الخارجية أمرًا ضروريًا للأردن لمواجهة الأزمات بشكل أكثر استقلالية. تعزيز الاقتصاد المحلي من خلال دعم الابتكار والاستثمارات الوطنية سيساعد على تحقيق هذا الهدف. هنا يمكن أن يستفيد الأردن من تجارب دول مثل كوريا الجنوبية التي طورت اقتصادًا قويًا ومستقلًا من خلال الاستثمار في التعليم والابتكار التكنولوجي.

أثناء الأزمات، يجب أن تعمل الحكومة على تعزيز شبكة الأمان الاجتماعي لضمان دعم الأسر المتضررة وتخفيف حدة التوترات الاجتماعية. تحسين الخدمات الأساسية مثل الصحة والتعليم، وتقديم الدعم المالي للأسر الأكثر تضررًا، سيساهم في تقليل التداعيات الاجتماعية والاقتصادية للأزمات. كما أن الشراكات بين القطاعين العام والخاص ستساعد في توفير الموارد اللازمة لضمان استمرار تقديم الخدمات الأساسية.

يجب أن يسعى الأردن لتعزيز علاقاته الإقليمية والدولية في مجالات تبادل المعلومات الأمنية والاقتصادية. التعاون مع دول مثل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي سيوفر للأردن الأدوات والخبرات اللازمة لمواجهة التحديات المتزايدة. تعزيز التحالفات الإقليمية والدولية ليس فقط على المستوى الأمني، ولكن أيضًا على المستويات الاقتصادية والإنسانية، سيعزز قدرة الأردن على التصدي لأي تهديدات محتملة.

يتطلب الوضع الراهن في الشرق الأوسط أن يكون الأردن في حالة استعداد قصوى لمواجهة التحديات المتعددة. من خلال تعزيز الأمن الوطني، تطوير البنية التحتية لمواجهة الأزمات الإنسانية، وزيادة وعي المواطنين، وتعزيز الاقتصاد المحلي، يمكن للأردن أن يضمن استقراره ويستمر في لعب دوره الحيوي في المنطقة.(عمون) 

التعليقات
شارك بالتعليق الاول للخبر
اضافة تعليق جديد

جميع الحقوق محفوظة لموقع وكالة "الرقيب الدولي" الإخبارية (2013 - )

لا مانع من الاقتباس او النقل شريطة ذكر المصدر

اطلع على سياسة الموقع الالكتروني