كتب: باسم سكجها -
شخصياً، لم أفهم سبب تسريب كتاب موجّه من رئيس مجلس إدارة شركة الإقبال للتطوير العقاري (السيد شاكر توفيق فاخوري) إلى رئيس هيئة الإستثمار (السيد خالد الوزني) يُعلمه فيه بنيّة الشركة التوقّف عن العمل و”تجميده” في مشروع “ريتز كارلتون” على الدوار الخامس، بعد شهر من اليوم، وعرضه للبيع عند إنهاء مرحلة بناء “الهيكل”، وتمّ نشره وتعميمه في مختلف الوسائط الإعلامية.
في ذلك الكتاب، إشارة إلى كتاب أقدم بثلاثة أسابيع، ولكنّه لم يتمّ تسريبه، وفي الكتاب أيضاً إعلان صريح عن السبب وهو: “التعنّت الحكومي” دون أن نعرف ماهية هذا “التعنّت”، وهكذا فالخبر مُعلن على العامّة، ولكنّ تفاصيله تقتصر على الخاصة!
في الكتاب، أيضاً، أمل “أن يتمّ البيع لمستثمر أجنبي ليتمكن من الحصول على المعاملة التفضيلية التي حصل عليها مطوّرو المشاريع المماثلة” وهنا غمز ولمز بأنّ “ريتز كارلتون” لم يحصل على مثل تلك المعاملة لأنّ أصحابه أردنيون، ولكنّ ذلك لم يُقل بصراحة.
حتّى تتضّح التفاصيل، ويتمّ الردّ الحكومي من خلال هيئة الاستثمار، لا نملك سوى تساؤلات: تُرى ما هي علاقتنا نحن كرأي عام في مسألة بيع وشراء مشروع ما، فهذا عادة يتمّ بسرّية تامة بين البائع والمشتري للحصول على سعر عادل؟ وأيضاً، فقد لاحظنا إستقواء على الحكومة و”هيئة الاستثمار” التي لم تُفعّل إلاّ قبل قليل بعد تعيين الدكتور الوزني، ولسان حاله “ من متى في القصر… من امبارح العصر”!
وأيضاً، فقبل قليل من الزمن، انشغلنا بمسألة تحويل أموال من بنك أردني إلى شركات خارجية، وللأشخاص هم أنفسهم، وتولّى البنك المركزي بالردّ بأنّ المسألة قانونية، ويبدو أنّ هناك علاقة بين هذه وتلك، والله أعلم!
ما نقوله إنّنا لا نقبل بالظلم إذا كان واضحاً وشفّافاً ومعلناً، ولكنّنا لا نقبل أيضاً سياسات الاستقواء والتهديد بالبيع والسفر إلى ما إلى ذلك من تشويش على الرأي العام، والاقتصاد الوطني كلّه، ويبقى أنّ مشروع “ريتز كارلتون” صار حقيقة على الأرض بطوابق عالية بعد بناء نحو سنة، وهو ليس إبن البارحة حتى نفاجأ بأنّه إبن اليوم، وللحديث بقية!