كتب: الزميل عدنان نصار -
بمناسبة حملة الرفض لمشروع قانون الجرائم الالكترونية الجديد..نكتب.
عمان..
يلوح على ضفافك ، النور حين يعم الظلام ، وتنقلين اليائسين إلى جبالك السبعة للخلاص من حزنهم ويأس ..تهتفين في الصبح الباكر ، كمن يصنع المعجزات في زمن اللامعقول..وتتبخترين بعد العصر بقليل لترمي التحية على "سوق السكر" ومحيط المسجد الحسيني الكبير ..، تنقلينا كما لو بيدك "عصا سحرية" لنتذوق طعم الانتماء والانتشاء..باحتراف تبعدينا يا عمان عن النواح ، وتبعدي عن دروب العاشقين الجراح ..فبأي ، لغة تتحدثين يا عمان لتنثري كل هذا النور لتبددي لغة الظلام.؟
عمان...
من جبالك السبعة ،اسمع موال البشائر ، ومن حكايات "شارع السلط" اباهي العالم بحرية الفرح ، وحرية الكلام واتباهى بخفق القلوب حين يجيء صوت الحرية ليضيف إلى منابري لغة النصر والأمل، والهوى ، ويفرش دروبنا بلغة الحالمين..
* * * *
منذ أن تشكل الوعي في ذاكرتنا ، نخبرك يا عمان تضيئين درب العرب بالحب والصبر والسلام ..نخبرك ،كما لو انك أم الفوارس في مسيرة الكلام ، ولا تتقنين فن السكوت لاننا نعرف انك حرة يا عمان..فلا النطق الاعوج يروق لك ، ولا النطق الاهوج من ثوبك ، ولا تقبلين ان يستباح السكوت في حناجرنا وانت امنا يا عمان ..،فمنك رضعنا صراحة القول ، وعلى ركبتيك تعلمنا الحبو في صياغة الكلام ، وعلى كتفك رسمنا اول الصور لقيم الإنسان..وعلمتينا انت/ي يا عمان ان السكوت من صفة الخذلان..فبأي لغة نخاطبك/ي بعد الآن..
* * * *
عمان...هشي بعصاك/ي عن وجوهنا اليباس ، ولا تدعينا فريسة للبؤس واليأس ..فنحن ،
سنستبيح السكوت ،ان حيدتي عن دربنا ، وسنمنع الصهيل ان تخليت/ي يا عمان ، عن خيولنا ..، لا أظن يا عمان ان تقبلي ان تتجمد الضمائر ، وانت التي تنادي دوما بذبح الجحود فوق ترابك ، وقبر الجاحدين على ضفاف "بحرك الميت" لتزداد جثث الجاحدين ملوحة ، ويشربوا من "الماء الزعق" جزاء على ما اقترفوه بحقك ذات يوم ...لا تسامحي من خذلك يا عمان.
* * * *
عمان العراقة ، لا يغريك حلو الكلام ، من ألسنة تلوك السم لوضعه في دسم عروبتك..لا يغريك من قالوا ان "حرية التعبير" تؤذيك..فهم صدقيني يا عمان أكثرهم بؤسا وسوادا لا يريدون لك الضياء ..صدقيني يا عمان فهم من يمارسون الفلول مع أول الصباح أن أصابك الصداع يا عمان ..ونحن من يربت على كتفك ونقرأ على جبينك :"قل أعوذ برب الفلق..." ان أصابك صداع او قلق..صدقيني يا عمان .!!