د.زيد خضر -
ينتهي غدا الأسبوع الثاني لإضراب نقابة المعلمين ، الذي أعقب مطالبات النقابة بزيادة نسبة ألـ 50% التي وعدتهم الحكومة بها منذ 5 سنوات ولم تف بذلك .
أسوأ ما في الأمر بعد تعنت الحكومة ، أن جهات كثيرة دخلت على الخط وحاولت تجيير الإضراب لمصالحها الشخصية والحزبية : فالمدارس الخاصة انتهزت الفرصة وأعلنت عن فتح أبوابها لتدريس الطلبة وبخاصة طلبة التوجيهي مجاناً ، بحجة الحرص على المصلحة العامة ،والله أعلم بالنوايا ،وبعض الشخصيات والأحزاب اتهمت النقابة بتنفيذ أجندات خارجية أو حزبية ، والحكومة حاولت تأليب المواطنين على النقابة بحجة الحرص على مصلحة الطلبة والحفاظ على الوطن .. !
وثالثة الأثافي أن دخلت عجائز العلمانية على الخط وأصبحت تطالب بإلغاء وزارة الأوقاف والمراكز الإسلامية ، لتوفير زيادة المعلمين ، وكأن هذه الوزارة والمراكز المظلومة والبائسة تملك ما يسد رمقها ، فلماذا الأوقاف والمراكز بالذات ؟ ألأن هذه المؤسسات الإسلامية صمام أمان للمجتمع وعنوان لهويته الإسلامية ؟ فهل نسيت هذه العجائز أن العلمانية ومن يحكمون باسمها هي التي دمرت الأوطان ونهبت خيراتها ومقدراتها ! فحتى لا يتسع الخرق على الراتق وحتى نفوت الفرصة على خفافيش الظلام هؤلاء يجب الوصول إلى حل مرضي .
أيها السادة : من حق المعلم أن يطالب بالزيادة التي وُعِد بها لأنها تتناسب مع عمله فهو يعمل في المدرسة نهارا ينير العقول ويهذب الأخلاق ، ويصحح الأوراق ويخطط في البيت ، ويقوم بنشاطات تربوية وترفيهية للطلبة خارج أوقات دوامه لخدمة أبناء الوطن ، فهل نستكثر عليه الزيادة التي يمكن أن تزيد راتبه ليوازي حد الفقر في الدولة ؟
أيتها الحكومة : يكفي تعنتاً ، وانزلي من فوق الشجرة وفاوضي نقابة المعلمين مباشرة ولا تسمعي من الحاقدين وأصحاب المصالح الشخصية ، وأنا متأكد إذا سلمت النوايا ، فستصلون إلى حل يرضي الجميع ، فأنت الحكومة القادرة وصاحبة الولاية ، والمفترض ان تكوني الأم الرحيمة بالجميع ، وكل الخيوط في يديك ، والمعلمون مخلصون أمناء ، يريدون مصلحة الوطن ، ولكنهم يريدون حقوقهم ليشعروا أنهم مواطنون محترمون ومُقَدرون ، وليعلموا درس العدالة لأبنائهم الطلبة
أما إذا كان المراد حل نقابة المعلمين وتدميرها ، وإسكات من يطالبون بحقهم حتى نكون قطيع من الخراف ، ونسحج لكل نجم يعلو ، ونشتم الذي افل ، وبالتالي ندمر مجتمعاتنا بأيدينا فابق فوق الشجرة ولا تنزلي عنها ، اللهم هل بلغت اللهم فاشهد .