جامعة جدارا تشارك في مؤتمر دولي في بجامعة كامبريدج في انجلترا الزبون يتفقد سير امتحانات نصف الفصل في جامعة جدارا وفاة عشريني غرقاً بسد وادي العرب تراجع الاسترليني أمام الدولار واليورو توقيع كتاب "أنين الروح" للكاتبة مي الصالح في إربد تحذير للسفن التجارية بعد الهجوم على مدينة أصفهان الإيرانية 50 ألف مصل يؤدون صلاة الجمعة في المسجد الأقصى المبارك المبيضين: لم نرصد خلال الساعات الماضية أية محاولات للاقتراب من سمائنا تأجيل اجتماع الهيئة العامة لنقابة الصحفيين لعدم اكتمال النصاب إشهار كتاب عن جهود الدكتور صلاح جرار في الأدب الأندلسي الطاقة الذرية: لا أضرار في المنشآت النووية الإيرانية النفط والذهب يرتفعان بعد أنباء عن التصعيد في المنطقة الخارجية الأميركية تطلب من موظفيها وعائلاتهم في إسرائيل الحد من تنقلاتهم الجامعة العربية تطالب بصياغة آلية لتسوية القضية الفلسطينية الأردن يعرب عن اسفه لفشل مجلس الأمن في تبني قرار بقبول دولة فلسطين عضوا كاملا بالأمم المتحدة

القسم : عربي - دولي
تاريخ النشر : 18/09/2019 12:56:35 PM
قطاع غزة، حين يتحوّل الوطن، إلى سجن كبير !
قطاع غزة، حين يتحوّل الوطن، إلى سجن كبير !
الرقيب الدولي - 

 لا زال قطاع غزة يعاني من ظروف اقتصادية وسياسية تزداد سوءاً يوماً بعد يوم، وانعكس هذا الوضع على كافة مكوّنات الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، وعلى كافة المستويات، حيث بحسب جهاز الإحصاء الفلسطيني، وصلت نسب البطالة في القطاع إلى ما يقارب الـ52 بالمئة من مجموع عدد السكان البالغ 2 مليون إنسان، على مساحة لا تتجاوز الـ360 كيلو متر مربع "مساحة قطاع غزة"، مما يعني كثافة سكانية هي من الأعلى في العالم.

أما في وسط الشباب، فقد وصلت البطالة إلى ما يزيد عن 70 بالمئة من مجموع الشباب ما دون سن ال35 عاماً. كما أفاد جهاز الإحصاء بأن 37 بالمئة من سكان قطاع غزة لا يتلقون العناية الصحية، إضافة إلى انهيار في البنية التحتية ومشكلة الكهرباء التي تصل في أوقات إلى عشرين ساعة فصل في اليوم، إضافة إلى وصول نسب تلوث المياه الجوفية إلى ما يفوق ال95 بالمئة، وتلوث مياه البحر بشكل لا يسمح صحياً للسباحة فيه، بسبب ضخ مياه الصرف الصحي في مياه البحر، بسبب عدم وجود كهرباء تجعل المضخات تصرف مياه الصرف الصحي بشكل آخر، مع مشاكل انهيار الأسواق، وانعدام الصناعة، والسياحة، بسبب الحصار الذي تفرضه "إسرائيل" على حركة نقل البضائع والأفراد الصادرة والقادمة إلى القطاع عبر سيطرتها على المعابر والبحر والجو، وكل ذلك بخلاف الحروب وجولات التصعيد التي يشهدها قطاع غزة بين الحين والآخر مع إسرائيل، وكل ما من شأنه أن يجعل قطاع غزة منطقة منفية من الحياة ومن العالم.

مما يعني أن هناك شبكة متصلة من المشكلات التي تتعلق بكل شيء في حياة الفلسطينيين في قطاع غزة، وبالأخص وسط الشباب الذي يحمل توقاً إلى المستقبل، وإلى واقع أفضل، ليصطدم بهذه الظروف الصعبة، مما يضطره البحث بأي طريقة عن ملاذ، يجد به الأمان والعيّش بأمل، فيدخل في حالة من التيه وانعدام الرؤية، فتجد منهم من يغادر غزة ويهاجر نحو المجهول، أملاً منه في الوصول إلى أي دولة أوروبية، فقط تعامله على أنه إنسان، وليس كائن لا مشاعر ولا كيان له، كما هو في غزة. 

ومنهم من يستسلم للواقع الصعب، ويجلس ينظر إلى سنوات عمره تضيع سنة وراء أخرى، بلا أي تغيير.

في هذا الصدد تحدثنا إلى الناشط "وديع العرابيد" من غزة، وقال: " قطاع غزة منذ العام 2007، وهو العام الذي سيطرت فيه حركة حماس على قطاع غزة بقوة السلاح وطردت السلطة الفلسطينية، فيما عرف بالانقسام الفلسطيني، دخل القطاع حقبة جديدة في تاريخه المعاصر، وهي الحقبة الأصعب والأقسى على سكان غزة".

ويضيف: " منذ ذلك الوقت وقد تعطّلت الحياة الديمقراطية والسياسية في القطاع، وتم العبث بمستقبل شعب بأكمله، وتدمير كافة مفاصل حياته، ومن دفع الضريبة الأعلى، هم فئة الشباب الذين حُرقت زهرة شبابهم في ظل هذه الظروف الصعبة".

ويتابع العرابيد:" وفوق كل ذلك، يُمنع على الشباب أن يعبّروا عن آرائهم في هذا الصدد، ويُمنع عليهم أن يمارسوا حياتهم السياسية، وكذلك يُمنع عليهم أن ينظموا أي اعتصامات يطالبون فيها بحقوقهم المسلوبة، ومن يتحرك منهم يتعرّض لكل أشكال الملاحقة والقمع، من اعتقالات وملاحقة وتهديدات متواصلة من قبل الأجهزة الأمنية في غزة".

 ويوضّح بأن قطاع غزة يشهد إضافة إلى الظروف الاقتصادية والسياسية السيئة، حالة من انعدام الحريات العامة، على كافة المستويات، السياسية أو الفنية أو حتى حرية الرأي والكلمة، وهذه الأسباب مجتمعة دفعت عشرات الآلاف من شباب قطاع غزة إلى الهجرة، بحثاً عن ظروف أفضل، ومنهم من مات وهو في طريق هجرته، مثل الصيدلي تامر السلطان، ومؤخراً الشاب صالح حمد، كما أن هناك عشرات المفقودين.

وقال الناشط "أحمد المدهون" المقيم في دولة اليونان، بأن قطاع غزة لم يعطي له أي فرصة للبقاء، وللتعمير وبناء المستقبل.

وأضاف: "كلنا دفعنا ضريبة غالية جداً بسبب الوضع السياسي والاقتصادي في غزة" ويؤكد المدهون بأن كثير من الذين يهاجرون من قطاع غزة، يخرجون بلا أي رؤية أو تخطيط لما هو قادم في حياتهم، موضّحاً بأن هناك الآلاف على حد ذكره من شباب قطاع غزة، يعيشون في ظروف إنسانية سيئة للغاية في الغربة، وأن وضعهم المادي والخدماتي والنفسي في غاية السوء.

ويضيف المدهون: "مما يعني بأن شباب قطاع غزة في كل خياراتهم لم يجدوا الحياة، لم يجدوها في وطنهم، ولم يجدوها في الخارج".

 وفي تعقيبة على الوضع السياسي العام يقول الباحث السياسي "أمين عابد" من غزة بأن حلّ مشكلات قطاع غزة السياسية لا تمر أولاً إلا عبر المصالحة الفلسطينية مع السلطة الفلسطينية ومع حركة فتح، كي يدخل قطاع غزة في حضن الشرعية الفلسطينية، ومن بعدها إجراء الإنتخابات، وما يترتب على ذلك من حل لعديد من المشاكل الإنسانية والإقتصادية، وهذا ما يفشل للأسف في كل جولة مصالحة تتم، سواءً برعاية مصرية أم غيرها.

ويتابع عابد بأنه يرى بأن وضع قطاع غزة لن يتغير وسيظل في هذا السوء، طالما بقيت هذه الحالة من التشتت الفلسطيني بين الضفة ممثلة بالسلطة الفلسطينية ومنظمة التحرير، وقطاع غزة ممثلاً بحماس، وأن إسرائيل لن تعطي للفلسطينيين في الضفة وغزة الفرصة في إقامة مشروعهم الوطني المتمثل بدولة فلسطينية كاملة الحقوق السيادية والسياسية على حدود حزيران 1967 وعاصمتها القدس الشريف.
التعليقات
شارك بالتعليق الاول للخبر
اضافة تعليق جديد

جميع الحقوق محفوظة لموقع وكالة "الرقيب الدولي" الإخبارية (2013 - )

لا مانع من الاقتباس او النقل شريطة ذكر المصدر

اطلع على سياسة الموقع الالكتروني