علي الشريف * -
كل شيء في هذه البلد ان بحثت عنه فانك يمكن ان تجده الا مستقبلك ..فانت منذ الولاده تبكي وتسال عن المستقبل تكبر وتعمل للمستقبل .. تموت وانت لا زلت تنتظر ان يصل المستقبل.
الحقيقة ان المستقبل ليس ضائع بل هو مسروق ومن ثم اصبح مرصود وغير مسموح لك ان تقترب منه نهائيا فالرصد سينهي حياتك.
في هذه البلاد تجتمع كل الغرائب معا ... اشخاص يطالبون بمحاربة الفساد فاذا نظرت الى ماضيهم تجدهم غارقون في الفساد.
واشخاص مش عارفين شو يعملوا من شدة البطر الذي يعيشونه فتراهم يلتصقون بكل حدث ويتحدثون عن محاربة الفقر وهم اسباب الفقر.
شاب يريد وظيفه مريحة ومكتب مع كمبيوتر وراتب مغري ودوام اسبوعي يشمله عطلة يومين وترفيع مباشر .. دون ان يتعب مثل الذي وقف في المسجد يدعوا الله ان يرزقه طفلا حتى ضاق به الذي بجانبه وقال له تزوج بالاول.
في حياتنا ثمة غرائب كبيرة.. فاكبر صناعاتنا هي راس العبد ولا نتقنها ومن ثم نستهزي بالصين واليابان وامريكيا ونضحك على بلجيكيا .
الابداع عندنا مقتول في كل مرافق الدولة ومصيبتنا اننا نحارب الناجحين بكل ضراوة ونعمل على زيادة فشل الفاشلين.
مؤسسة تمر بضائقة مالية نتيجة فساد واضح للعيان فتبدا بعلاج الضائقة بالقضاء على الاقل دخلا ... ورفع رواتب الاكثر دخلا .... وتستمر المهزلة..
في بلادنا يتقاعد الوزير وبدل ان يخلد للراحة يتم تعينه بمركز اخر من باب التنفيع والمصيبة ان هذا الوزير لا ينفك يتحدث عن محاربة البطالة وهو اخذ مكان واستحقاق غيره وجلس في مكان هو لا يستحقه.
نتحدث عن الامن والامان ونرى سرقات البنوك والبلطجه وحوادث السير وعمليات القتل اصبحت في بث مباشر وجهارا نهارا ..
نبيع الدخان لبلاد الجوار الكروز بدينارين ثم نخرج لنهربه من هناك ونبيعه بسعر اقل من سعر السوق الاردني في الاردن ..
نبدع في ادعاء المفهومية فعندنا خبراء في كل شيء في البر والبحر والفلك والخطط الحربية ولدينا محللوون في كل شيء .وفي نفس الوقت لم يفلح عندنا شيء ..
ومن غرائبنا ان خريج اعتى الجامعات ينتقده ابن الصف الرابع جيم صف الكسلانين ..يا جماعة نحن الشعب انتقدنا ترامب وماكرون ..وننانسي عجرم وراغب علامة .
طريق بطول كيلوا ونصف يحتاج ست اشهر للتعبيد وطريق اخر يحتاج لاربع خمس ست سبعة مليون سنة للانتهاء من ترميمه ..وبعد الترميم نعود ونحفره لبعض الاصلاحات .
نشيد الجسر في الليل فيقع بالنهار وبدل ان نبحث عن الاسباب يطل علينا الاعلام الاسود بالحديث والدفاع عن الممسؤول..فلا يحق انتقاد ابن عشيرة وابن قبيلة لو ادمانا من راسنا حتى اخمص قدمينا ..
ويطلون علينا بالحديث عن الانجازات . نحن الشعب الوحيد الذي دخل عنق الزجاجة بكامل ارادته ولم يخرج بل اصبح يطلق النكات .
نتهم الناس في الفساد وحين نراهم نهرول لالتقاط الصور معهم اما اذا شتمناهم في مكان فاننا نبدع في مديحهم بمكان.. جبارون في صناعة الشماعات فاشلون في علاج الازمات اتكاليون حتى اذا ما اردنا التنفس ...ننتظر من يرسل لنا الاوكسجين.
فاسد انت اذا خالفت توجهي مواطن حر اذا كنت معي ..انت صاحب راي اذا اتفقت مع رايي وان خالفته فانت زنديق .ديمقراطيون حد الثمالة اذا ما كان الحديث عنا..وتتجلى الديكتاتورية عند النقد.
نعتبر الديمقراطية ردحا وشتما وسبا واتهاما وتنكيلا .. دون ان نقدم حلا واحدا ....سواليفنا مثل سواليف المهرج ....وكاتب الخطيئة حين اطل مبررا لخطيئته بشتم شعب باكملة.
للامانه كل الغرائب في هذا البلد موجوده ففيها الماء وفيها الجفاف فيها الافساد وفيها الفساد ..فيها الخضار السيء والخضار المهرمن .. حتى ان فيها مجلس نواب صدقوني يوجد عندنا مجلس نواب
وعندنا رياضة صدقوني تشبه كل شيء في الدنيا الا الرياضة .وفيها حكومة شباب ...وفيها كاتب سحيج وكاتب فحيج ..واعلام رديء واعلام اكثر رداءة .
اقسم بالله كل شيء موجود في بلادنا الا الصدق .والمستقبل الذي لا ياتي ابدا ..ونحن لا نعرف وين كاينين ..طيب يا جماعة وين كنتوا .
خاص ب "الرقيب الدولي"