شاهد بالصور .. المراشده يرعى حفل الإفطار السنوي لنادي سمو الأمير علي للصُم في إربد مندوبا عن الملك وولي العهد.... العيسوي يقدم واجب العزاء لعشيرتي الحياري والنسور ارتفاع الإيرادات المحلية العام الماضي إلى 8.432 مليارات دينار نمو صادرات الأسمدة والألبسة في كانون الثاني مندوبا عن جلالة الملك وسمو ولي العهد.. العيسوي يشارك في تشييع جثمان مدير المخابرات الأسبق طارق علاء الدين اللواء المعايطة يفتتح مركزي دفاع مدني شهداء البحر الميت والشونة الجنوبية ونقطة شرطة جسر الملك حسين اليرموك: مجلس مركز الأميرة بسمة لدراسات المرأة الأردنية يعقد اجتماعه الأول الشؤون الفلسطينية تقدم عشرة الآلف دينار للهيئة الخيرية الهاشمية تبرعا لغزة عملية جراحية نوعية في مستشفى الملك المؤسس الأمانة تطلق مسابقة "الطلبة يعيدون ابتكار المدن" إصابات خلال اقتحام الاحتلال لمخيم قلنديا شمال شرق القدس المحتلة المحكمة الدستورية ترفع للملك تقريرها السنوي للعام 2023 الفايز ينعى العين الأسبق طارق علاء الدين وزير الخارجية يبحث ونظيره البريطاني جهود التوصل لوقف إطلاق النار بغزة الطالب المحاسنة يظفر بذهبية المركز الأول في المهرجان الدولي للعلوم والتكنولوجيا

القسم : اقلام واراء
تاريخ النشر : 16/09/2019 12:47:33 AM
علي الشريف يكتب: بلدنا بخير
علي الشريف يكتب: بلدنا بخير
الزميل علي الشريف
كتب: علي الشريف * - 

استيقظ  فجرا كالعادة   افتح شبابيك غرفتي المطلة على  حديقتي .. اشرب كاس العصير  ومن ثم اقرا الجريدة والبس ثيابي  واتناول فطوري مع اولادي .

نهم بالخروج فاقبل اولادي وزوجتي واشكرها ونخرج  فاذا بباص المدرسة يقف امام البيت في موعده المحدد  لياخذ الاطفال ..ومن ثم مر  باص مؤسسة النقل العام  فاركب   وياخذني الى مكان عملي تماما  باجرة زهيده وبلا ازدحام وبنفس الموعد بلا تاخير ولا كنترول .

واليكم حكايتي على مدار شهور .

دخلت الى المكتب .. الجميع مبتسم نظرت في وجه الموظفين  ايضا الجميع مبتسم .. ثم   التفت الى المراجعين  كانوا مثل النجوم   كل ينتظر  دوره  بكل نظام وترتيب  والمعاملة لا تستغرق اكثر من ثلاثين ثانية ..

غادرت الدوام حين انتهى في موعده  المحدد بعد ان تفقدت ان كل شيء قد اتممته على مكتبي ..ومرة اخرى باص النقل العام بجانبي  اوصلني لعتبة البيت لاجد اطفالي وقد عادوا من المدرسة  بكل الترتيب الذي غادروا فيه ... 

الحقيقة  اني في طريق الذهاب والعوده لم اجد ازمة سير ..ولم اسمع طجطجة ماتور الباص تخزق راسي ..لم نصعد على مطب ..لم يقفز من امام باصنا باص كوستر ..الكل يهتم بالنظام والاهم لم اسمع زامورا واحدا ..

شعرت بتعب  فجاة .. ولم اكد  اضغط على  رقم الطواري حتى كانت سيارة الاسعاف  امامي وفيها كادر طبي مختص ..حملوني بعناية الى المشفى ..دخلت وما اسهل الاجراء لم يطلب احد مني تامينا حتى ان احدا لم يطلب هويتي .. ادخلوني لغرفتي  المفرده فلا درجات في المشفى ولا ازدحام  ويا الله ما ابهاها من صورة .. نظافه..اتصالات ...خدمات راقية  ولا زوار الا في وقت محدد وممرضات غاية في الرقة والجمال واما الاطباء فحدث ولا حرج  فهم يهيئون لك اسمى ايات الراحة النفسية قبل الكلام معك.

 تلقيت علاجي وغادرت بابتسامة من الكادر الطبي محملا بالورد  واحتياجاتي من الدواء وباشد الاعتذار على التقصير ان كان هناك تقصير 

بعد فترة رن هاتفي يذكرني ان علي ان اراجع المشفى غدا فهو موعد الفحص الدوري  بل  الاجمل من ذلك انهم  ارسلوا لي سيارة الاسعاف  بكل اناقه واستاذنوني  واخذوني ومن ثم اعادوني .

بعد يومين ارسلوا لي نتائج الفحوصات عبر البريد الالكتروني معتذرين عن التاخير ..لا تفاجا ان الضمان الاجتماعي  قد ارسل مندوبه ليسالني  عن مدة مرضي ويقدم لي  بدل الانقطاع عن العمل..

بعد فترة قررت ان اشتري سيارة .. لم اذهب الى الترخيص  فقط كل ما كان بيني وبين البائع هو ورقه بيع وشراء ..غيرت اللون ولم ادفع بدل  شلت الماتور لم ادفع شقلبت شكل السيارة لم يمانع احد ..حتى ان الترخيص فقط لمرة واحده .. شطبت السيارة ولم يسال احد ..نظرت الى رخصتي فاذا هي  حتى ابلغ الستين من عمري  فتسحب وتتكفل الدولة بمواصلاتي من خلال  بطاقة مدفوعه مسبقا  تقدمها لي ..

قررت ان اشتري بيتا ..وبكل الصدق لم يدمر مقدراتي المخمن  حتى اني لم ازر دائرة الاراضي  نهائيا ولم يطلب احد مني رشوة ...لا المساح ولا غيره .. فقط اخذت القوشان عبر البريد الإلكتروني ايضا..
في الطريق ايضا وحيثما وجدت رقيب سير او دورية شرطة فانت تجده مبتسما ...معتذرا عن تاخيرك لخمس ثواني لانه فقط يريد ان يطمئن عليك فالشرطة في خدمة الشعب حقيقة لا وهم ..لا بدققوا على الهويات ولا دايرين وراء المطلوبين على شيكات ..همهم فقط ان تكون مطمئنا على الطريق فلا مخالفات ولا رادارات  فوق الشجر وتحت الجبل وخلف سطل الزبالة .كل ما في الامر كاميرات تراقب سرعتك فقط .

لا اريد ان اتحدث  عن جمال الطرقات  واتساعها ...ولا عن روعة الارصفة في بلادي ...لا اريد ان احدثكم  عن الحدائق والمناطق السياحية... ولا عن البلديات وسيارات النظافه الالكترونية ايضا والتي لا تستخدم فيها الايادي...ولا عن الاسواق التي تشرح الصدر .

لا اريد ان احدثكم عن الملاعب  وزوارها من العائلات والمرافق التي بها  للخدمات والتشجيع المثالي ..لا اريد ان احدثكم  عن الانتخابات التي امارسها في بيتي ...فلا اخرج  لمكان الاقتراع ...

لا اريد ان احدثكم عن الطريق الدولي والانارة التي عليه ليلا بلا انقطاع  وكانها الاقمار في ابهى الصور .ولا عن  الاشجار والورود التي تحف الطرقات ولا عن رائحة الياسمين في الهواء ..

رايت في الطريق رئيس الوزراء  يتمشى امام شقته في جبل النصر ..بلا حرس ولا مواكب  ورايت وزيرا .. يعانق الاطفال ... اما عن النواب .. فالحكومة لم تستطع ان تمرر قرارا واحدا  يضرني ...واما النواب  فهم من يقرروا الاتفاقيات ..ومن يصنعوا القرارات ..ومن يلغوا المعاهدات .حتى انهم  تنازلوا عن جزء من رواتبهم لانهم اعتبروها من مال الشعب .

 لا اريد ان احدثكم بالمزيد فالدنيا حين امطرت لم اشعر بالمطر   على الشوارع فتصريف المياه  غاية في الروعة .. والمطر فعلا كان غيثا ..

انا لا اريد ان احدثكم عن العدل  فهو اسمى ما يتم التعامل به ..لا فزعات ولا خرق للقانون  ولا انا ابن فلان ولا مصادرة حق بالوظائف ولا تميز في الرواتب ولا من وين الله يحيك ..ولا بفرجيك ..يا جماعة لا تظلموا البلد ... بتصيدكم للاخطاء فالدولة اذا ما جرح عصفور .. لم ينم وزير الزراعة حتى يطمئن على جناحية فكيف بالانسان  الم تسمعوا وزير الصحة حين ناشدكم اللي بنجلط يروح على المستشفى ..يا جماعة شو اكثر من هيك حنية .. 

كل هذا عادي في بلادي المظلومة  ولكم اهم شي شعوري  بإنسانيتي ...بكرامتي .بحريتي في الراي ... وحقي في المسكن والتعليم والعلاج والسكن والماء والكهرباء والضمان .وكلها متوفرة ..فلا مدارس خاصة ولا مشافي خاصة ولا مؤسسات نقل خاصة  ولا مياه  لا تصل ولا كهرباء تقطع ولا جابي يحدثني  كانه وزير  الداخلية ..ولا وزير تربية  تخصصه ميكانيكي  فالرجل المناسب في مكانه المناسب ربنا وكيلكم.

صدقوني لا اريد ان احدثكم بالمزيد  خوفا من الحسد عن بلادي ولكني اريد ان اصرخ بصوت مرتفع ... اقسم بالله اني بكذب عليكم.

* خاص ب "الرقيب الدولي"
التعليقات
شارك بالتعليق الاول للخبر
اضافة تعليق جديد

جميع الحقوق محفوظة لموقع وكالة "الرقيب الدولي" الإخبارية (2013 - )

لا مانع من الاقتباس او النقل شريطة ذكر المصدر

اطلع على سياسة الموقع الالكتروني