شاهد بالصور .. المراشده يرعى حفل الإفطار السنوي لنادي سمو الأمير علي للصُم في إربد مندوبا عن الملك وولي العهد.... العيسوي يقدم واجب العزاء لعشيرتي الحياري والنسور ارتفاع الإيرادات المحلية العام الماضي إلى 8.432 مليارات دينار نمو صادرات الأسمدة والألبسة في كانون الثاني مندوبا عن جلالة الملك وسمو ولي العهد.. العيسوي يشارك في تشييع جثمان مدير المخابرات الأسبق طارق علاء الدين اللواء المعايطة يفتتح مركزي دفاع مدني شهداء البحر الميت والشونة الجنوبية ونقطة شرطة جسر الملك حسين اليرموك: مجلس مركز الأميرة بسمة لدراسات المرأة الأردنية يعقد اجتماعه الأول الشؤون الفلسطينية تقدم عشرة الآلف دينار للهيئة الخيرية الهاشمية تبرعا لغزة عملية جراحية نوعية في مستشفى الملك المؤسس الأمانة تطلق مسابقة "الطلبة يعيدون ابتكار المدن" إصابات خلال اقتحام الاحتلال لمخيم قلنديا شمال شرق القدس المحتلة المحكمة الدستورية ترفع للملك تقريرها السنوي للعام 2023 الفايز ينعى العين الأسبق طارق علاء الدين وزير الخارجية يبحث ونظيره البريطاني جهود التوصل لوقف إطلاق النار بغزة الطالب المحاسنة يظفر بذهبية المركز الأول في المهرجان الدولي للعلوم والتكنولوجيا

القسم : منبر الرقيب الدولي
تاريخ النشر : 30/08/2019 9:03:57 PM
المراشده يكتب: انا والصحافة.. ولكن.!!
المراشده يكتب: انا والصحافة.. ولكن.!!
الزميل معين المراشده
معين المراشده * -

عندما اقترح عليّ استاذي الحبيب باسم سكجها ، أن أكتب عن علاقتي بأبي وعلاقة أبي بي ومن بعد علاقتي بأبنائي جهة العمل في الصحافة والأعلام ، وجدت أن الحديث عن تلك العلاقة وتلك التجربة  الصحفية واختزالها في مقال هو أمر في غاية التعقيد، لأن ذلك يتعلق بتجربة حياة ما، اختيار ما، ورغبة في اقتحام عالم مأهول بالمصاعب . 

وفي حقيقة الأمر، إن الحديث عن الصحافة والاعلام هو حديث عن مهنة المتاعب. قد يتصورها البعض عملا بسيطا، إلا أنه يحمل في ثنياته صعوبات متعددة الأبعاد. سواء كان العمل في صحافة ورقية، أو وكالة إخبارية، أو قنوات تلفزيونية  أو محطات إذاعية عامة أو خاصة أو مواقع إلكترونية. وحتى أقف عند تجربتي، شخصيا، يمكن القول:

ان بدايتي مع الصحافة وعشقي لها كانت منذ نعومة أظافري ،ففي مراحل التعليم الأساسية، كنت مشرفاً على الصحافة المدرسية في كافة المدارس التي انتَظمتُ فيها ، وعلى الرغم من تفوقي الواضح في الدراسة ، الا أنني اعترف هنا ، أن اهتمامي في منتصف السبعينيات بمطالعة الصحف والمجلات والدوريات اليومية والاسبوعية والشهرية أثر سلبا على تفوقي وتحصيلي العلمي في المرحلة الثانوية ، ورغم اعتراض الوالدة على ذلك بشدة ،والطلب من الوالد - رحمه الله- كبح جماح رغبتي تلك ،والانصراف الى التركيز والاهتمام بدروسي، الا أنه لم يستجب لطلبها ، وتركني وشأني وخصص لي ميزانية شهرية اضافية لشراء مايعجبني من الصحف والمجلات المحلية والعربية ، حتى بلغ ماأحتوته مكتبتي البيتية من تلك الصحف والمجلات والدوريات ، قرابة خمسة آلاف دورية اسبوعية وشهرية وفصلية ، اضافة الى ارشيف لجريدة "الرأي" يحتوي أعدادها الأصلية من بداية عام 1977 وحتى منتصف عام 1985 تم حفظها في مجلدات أنيقة يحتوي كل مجلد منها على أعداد شهرين كاملين. وبعد عامين من زواجي وقدوم ولدي البكر "زيد" ضاق بيتي الصغير بتلك المكتبة ، مما دفعني للتنازل عنها وعن ارشيف " الرأي" منتصف عام 1987 الى مركز دراسات العمل الاسلامي لمؤسسه الصحفي "بلال حسن التل " .

اذن والدي هو من زرع في داخلي حب صاحبة الجلالة وهو من سار بي الى الصحافة  وأنار لي دروبها بفعل تشجيعه وتأييده واحترامه لرغبتي وموهبتي .

وبالعودة الى بداية تجربتي في الكتابة الصحفية حيث بدأت في شهر حزيران من عام 1976 بكتابة مقال صغير في جريدة " أخبار الاسبوع" تحت عنوان "الرجل يتهم نفسه " انحاز فيه للمرأة مطالبا بمنحها المزيد من الدعم والحقوق وضرورة فتح المجال أمامها في تبوا مناصب قيادية في الدولة ، وقد أكرمني المرحوم "عبد الحفيظ محمد" دون سابق معرفة بنشره ضمن صفحة كتاب الجريدة لافي زاوية "بريد القراء" كما كنت أحلم ..وهو ماحفزني لكتابة العديد من المقالات نشرت جميعها دون حذف حرف واحد من اي منها ، ومما يحز في نفسي الآن ان "عبد الحفيظ محمد" توفي دون أن التقيه .

ورغم منحي تلك الفرصة في "أخبار الاسبوع " الا انني كنت معجبا جدا بالصحافة الكويتية وكان يشدني اليها سقف الحرية التي كانت تتمتع فيه ناهيك عن جودة الطباعة والورق والاخراج الفني والالوان الزاهية التي كانت تميز بعض صحفها ومجلاتها ..فكانت مجلة  "النهضة" وكذلك "اليقظة " وهما واسعتا الانتشار عربيا ودوليا الاقرب الى قلبي وحلمي في النشرعربيا،  وهو ماكان ، حيث نشر لي اول مقال مع صورة في مجلة "اليقظة" التي أفردت له صفحة كاملة بدعم ومؤازرة وتشجيع مدير تحريرها وقت ذاك الصحفي الشهير"سهيل الشنطي" وذلك في شهر أيلول من عام 1978 تحت عنوان "التحدي اللامعقول" هاجمت فيه المطربة صباح على خلفية احيائها حفلة غنائية في "تل أبيب" متحدية قرارات المقاطعة العربية ...الا أنني لم أكن أتوقع او أتخيل أن العرب فيما بعد  سيسارعون ويهرولون للتطبيع مع العدو ولو كنت كذلك لما كتبت ذلك المقال بحق "الشحرورة".

وبقيت على هذه الحال انشر هنا وهناك والوالد يشجعني ويشد من أزري حتى شهر تموز عام 1984 عندما قرأت اعلانا في جريدة "الرأي" لمجلة "الاثنين" الاسبوعية الاردنية وكانت حديثة العهد في الصدور تعلن عن حاجتها لمندوبين صحفيين في مختلف محافظات المملكة

...فتقدمت لها وما أن قابلت رئيس تحريرها "عدنان الصباح" حتى تم تعيني مديرا لمكتبها ومندوبا صحفيا لها في اربد والشمال بمكافئة شهرية كانت بالكاد تكفي نفقات التنقل وشراء السجائر لكن هذه الخطوة شكلت بالنسبة لي نقلة نوعية حيث أتاحت لي الانخراط في العمل الصحفي الميداني والانتقال من كتابة المقال الى اجراء واعداد التحقيقات والتقارير الصحفية اضافة الى تخصيص زاوية اسبوعية لي تحت عنوان "اوراق من اربد" كنت اتناول فيها اسبوعيا مشكلة او قضية تهم المواطنين واقتراح المناسب لحلها .

ولولا دعم الوالد المتواصل لي ماديا ومعنويا لما استمريت في "الاثنين " بسبب قلة المردود المالي خاصة وانني تزوجت في منتصف تشرين الثاني من عام 1985 الا أن هذه المحطة انتهت بداية عام 1987 عندما توقفت "الاثنين" عن الصدور بسبب العجز المالي الذي أصابها شأنها في ذلك شأن معظم الصحف الاسبوعية التي لم تكن تعمر طويلا بسبب قلة الاعلان والاشتراك

وأستطيع القول:ان فترة عملي في مجلة "الاثنين" كنت أتصف ..وهذا ليس تقريظا للذات... وإنما هي الحقيقة.. بأمرين: المصداقية والتحري.. لانه لا يمكن أن يكون الصحافي صادقا وناجحا في عمله دون التأكد من مصادره بشكل دقيق وفعال... ودون أن يكون صادقا في ما يكتبه .. لأن عدم الصدق والتحري والدقة يقود إلى الإساءة للآخرين ويسقط العمل الصحفي في سلوكيات غير مهنية وأخلاقية.

وعلى الرغم من عدم استفادتي ماديا من هذا العمل مع "الاثنين "الا أنني في الواقع استطعت..ورغم المصاعب والمتاعب التي واجهتني .. من تحقيق ذاتي وأسلوبي في الكتابة الصحفية التي لا تتطلب إلا الكتابة " السهلة" التي تصل إلى الآخرين من دون زيادة أو تخييل أو اختلاق... ولكن بأسلوب بعيد عن الركاكة... والذي لا يجعلك عند قراءته تشعر بالسأم والخيبة.

وبعد ان توقفت "الاثنين " عن الصدور استطعت أن اتابع النشر في جريدة "الصحفي" الاسبوعية لمالكها معالي المرحوم ضيف الله الحمود وكذلك في جريدة "شيحان" وجريدة "البلاد" لكن دون تفرغ او التزام .. وبقيت على هذه الحال حتى شهر آذار عام 1988 عندما توفي الوالد رحمه الله ..عندها قررت التوقف عن الكتابة قطعيا والالتفات الى بيتي واسرتي والاشراف على تجارة والدي ولم تفلح محاولات الاصدقاء على مدار عقدين ونيف من الزمن من اعادتي للكتابة والنشر حتى كان عام 2010 وبعد أن تخرج ولدي البكر "زيد" من الجامعة وحصل على بكالوريوس في الحقوق ليفاجئني برغبته في طرق باب العمل في الصحافة والاعلام وهي الرغبة التي لم الاحظها عليه اطلاقا ..

ورغم محاولاتي ثنيه عن ذلك الا انه أصر واستطاع اقناعي للعودة للكتابة من جديد وهو ماكان فعلا حيث تم تعيينه مديرا لمكتب فضائية "الحقيقة الدولية " في محافظة اربد وما ان ظهر على الشاشة في اول رسالة صوتية له عن الانتخابات النيابية التي جرت في شهر تشرين ثاني 2010 ليتزامن ذلك مع نشر اول مقال لي بعد الانقطاع الطويل على موقع الفضائية الالكتروني تحت عنوان "موعد مع الكراهية في مجتمع النفاق الانتخابي" لتتوالى بعدها مقالاتي وبتشجيع من زيد وام زيد وكافة أفراد الاسرة حيث تولى زيد متابعة نشرها لي في أكثر من موقع الكتروني محلي وعربي ودولي ومازال يتولى هذه المهمة حتى كتابة هذه السطور..

لكن الشيء الذي لم يكن يخطر لي على بال حقيقة هو : أن تتجه رغبات  ابنائي الذكور كافة للعمل في الصحافة والاعلام اقتداء بي اولا وبأخيهم زيد ثانيا وهاهم ولله الحمد الآن على دربها سائرون بخطى ثابتة بانتظار الانتهاء من دراستهم الجامعية كي يتمكنوا من التفرغ لها.

وختاما لابد لي من القول :أن  الماضي كان أجمل من الحاضر.. حيث كان التواصل بين الإعلاميين أفضل حالا من اليوم حيث اشتغل الناس بالماديات وتباعدوا عن بعضهم البعض وعن دعم المواهب الصاعدة كانت بدايتي مع الصحافة شيقة حيث عاصرت نخبة من الصحفيين والمثقفيين الكبار  أمثال " ضيف الله الحمود " و" راضي صدوق" و" عبد الحفيظ محمد" و"سهيل الشنطي" الذين تبنوا موهبتي وشجعوني للمضي قدما في المجال الإعلامي والصحفي وهذا الماضي الجميل للوسط الإعلامي  والصحفي وما كانت تسوده من محبة وتواصل لن يعود إلا بنشر المحبة والتواصل بين الأجيال ودعم المواهب الإعلامية والصحفية...وهو النهج الذي يسير عليه ويتبناه الآن _وهي كلمة حق نقولها لامجاملة فيها ولا رياء _ استاذي الحبيب باسم سكجها الذي ماتوانى لحظة ومنذ عودتي للكتابة عن  تشجيعي على المضي قدما وهو الذي افرد لي مساحة بين الكتاب الكبار على صفحات مجلته الموقرة "اللويبدة" وهي المجلة الرائدة القائدة للصحافة الاردنية المهنية المتميزة ...

والله من وراء القصد

* ناشر ورئيس هيئة تحرير "الرقيب الدولي"
التعليقات
شارك بالتعليق الاول للخبر
اضافة تعليق جديد

جميع الحقوق محفوظة لموقع وكالة "الرقيب الدولي" الإخبارية (2013 - )

لا مانع من الاقتباس او النقل شريطة ذكر المصدر

اطلع على سياسة الموقع الالكتروني